قال تعالى * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (البقرة:185) *
من نظم المرشد المعين
*** الصيام ***
صيــام رمضــان
صيام رمضان واجب بالكتاب والسنة والإجماع، وهو واجب عيني، قال تعالى: (يا أيها
الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، بني الإسلام على خمس:
“شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء
الزكاة، وحج البيت الحرام وصوم رمضان” متفق عليه. وعلى هذا ثبت الإجماع وعلى
هذا ثبت الإجماع.
شروط صوم رمضان
شروط وجوب فقط
وهي ثلاثة
1- البلـوغ: فلا يجب على الصبي وإنما على البالغ ذكرا كان أو أنثى، حرا أو عبدا
قال رسول الله ” صلى الله عليه وسلم ” رفع القلم عن ثلاثة، عن المجنون
حتى يفيق وعن الصبي حتي يحتلم وعن النائم حتى يستيقظ.
وإذا صام الصبي صح صومه ويؤجر هو والديه لترغيبهما له في ذلك
2- القـدرة: لا يجب صوم رمضان على العاجز حقيقة أو حكما، فمن لم يستطيعه لمرض أو
هرم لم يجب عليه قال تعالى: (ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها).
3- الحضـور: لا يجب الصيام على المسافر سفر قصر مباح، ويصح منه إن صام لقوله
تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) ولقوله تعالى: (فمن كان منكم مريضا أو على سفر
فعدة من أيام أخر).
شروط صحة فقط
وهما اثنان
1- الإسـلام: فلا يصح من كافر وإن كان واجبا عليه في الأصل. وإذا أسلم يندب له
الصيام بقية اليوم.
2- الزمان القابل للصوم: فلا يصح في وقت لم يشرح فيه، كمن يصوم في غير رمضان ظنا
منه أنه يصح منه ذلك خارج شهر رمضان.
شروط وجوب وصحة
وهي ثلاثة
1- العقـل: وهو شرط وجوب في أول الصوم وشرط صحة فيه فلا يصح من مجنون ولا مغمى
عليه، فمن فقد عقله عند طلوع الفجر بجنون أو إغماء أو إسكار لم يصح صومه ووجب عليه
القضاء لقوله ” صلى الله عليه وسلم ” “رفع القلم عن ثلاثة
……”.
2- الطهر من دم الحيض والنفاس: وهو شرط وجوب في الصوم وفي صحته، فلا يجب الصوم على
الحائض والنفساء ولا يصح منهما، وإذا طهرت المرأة مع طلوع الفجر، فإنه يجب عليها
الصوم وإن شكت هل طهرت قبل الفجر أو بعده؟ فتنوي الصوم لاحتمال الطهر قبل الفجر
وتقضي ذلك اليوم لاحتمال كونه بعد الفجر.
3- دخول شهر رمضان: فلا يصح صوم قبل ثبوت الشهر، ولا يجب فحلول شهر رمضان شرط في
وجوبه وفي صحته قال تعالى: ﴿فمن شهد منكم الشكر فليصمه﴾.
ويثبت شهر رمضان بواحد من أمور ثلاثة:
أ- برؤية عدلين لهلال رمضان لقول رسول الله ” صلى الله عليه وسلم ”
“لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا
له” أخرجه مالك في الصيام.
ولقول عبد الله ابن عمر “رضي الله عنه” عهد إلينا رسول الله “صلى
الله عليه وسلم” أن ننسك للرؤية، فإن لم نره، وشهد شاهدا عدل نسكنا بشهادتهما
وتصح من باب أولى برؤية أكثر من عدلين.
ب- رؤية جماعة مستفيضة: وهي التي تحيل العادة تواطؤهم على الكذب، وإن لم يكونوا
عدولا، قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم” “لا تصوموا حتى تروا
الهلال، ولا تفطروا حتى تروه”.
ج- إكمال شعبان ثلاثين يوما: بأن كانت السماء غائمة أو كانت مصحية وتعذرت رؤية
الهلال، فالعبرة برؤية لا بوجوده قال “صلى الله عليه وسلم” “فإن غم
فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما”.
قال ابن عاشر
ويثبت الشهر برؤية الهلال ※※※ أو بثلاثين قبيلا في كمال
فوائد صيام رمضان وفضائله
الصيام مناط لتقوى وتحصيل الأجر والتواب، ووسيلة لتهذيب النفس وحبسها عن مساوي
الأخلاق، إضافة إلى كل هذا فلصيام فوائد أخرى صحية واجتماعية واقتصادية.
قال الله تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من
قبلكم لعلكم تتقون) البقرة.
وقال صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من
ذنبه”.
وقال صلى الله عليه وسلم: “من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من
ذنبه”. متفق عليه.
وإذن الصيام مناط لتقوى وتحصيل الأجر والتواب، ووسيلة لتهذيب النفس وحسبها عن
مساوي الأخلاق، قال رسول الله ” صلى الله عليه وسلم ” “إذا كان يوم
صوم أحدكم فلا يرفت ولا يصخب، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم” متفق
عليه. لا يرفت أي لا يفحش في القول إضافة إلى كل هذا فلصيام فوائد أخرى صحية
واجتماعية واقتصادية ومهما حاولنا استقصاءها فلن نستطيع إحصاءها لأنه تشريع من لدن
خبير عليم ونذكر منها:
1- الصـوم: محطة راحة للجهاز الهضمي من عناء عملها المتواصل على مدى السنة بما
يخلص الجسم من الفضلات والسموم العالقة به، وفرصة ذهبية للإقلاع عن العادات السيئة
المضرة بالبدن.
2- الصـوم: يجعل الصائم يحس قليلا بالحرمان الذي يعاني منه مجموعة من الناس خلال
السنة فيقذف في قلبه الرحمة والشعور بالآخر وبالتالي الإحسان إليه.
3- الصـوم: يشعر الصائم بالمساواة والوحدة مع باقي إخوانه الصائمين حيث يصوم معهم
ويفطر معهم ويقوم معهم فتتوحد الوسائل والأهداف في أجلى صورها.
4- الصوم: يعلم مخالفة الهوى وقهر الشيطان، فيتخلى المرء عن شهوتي البطن والفرج
وهما أهم مداخل الشيطان ليعتصم بالله إذا الصوم فرار من الشهوات إلى رب الأرض
والسماوات.
قال ” صلى الله عليه وسلم” “والصوم جنة”. متفق عليه
فضائـل رمضـان
قال رسول الله ” صلى الله عليه وسلم ” “إذا دخل رمضان فتحت أبواب
السماء وأغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين” متفق عليه
وفي رواية الترمذي “وينادي مناديا يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر،
ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلية حتى ينقضي رمضان”
هذه بعض فضائل صيام رمضان وغيرها كثير والله الموفق للصواب
أركــــــان الـصـيــــــام
للصيام خمسة أركان لا يتحقق معناه إلا بها، وهي: النية و الكف عن الجماع و
الكف عن لأكل والشرب و الكف عن إخراج القيء و عدم وصول شيء إلى المعدة
1- الـنـيـة:
وهي قصد الصوم والعزم على فعله والدليل قوله صلى الله عليه وسلم “إنما
الأعمال بالنيات” متفق عليه وشرطها أن تنعقد ليلا فلا تكفي النية قبل الغروب
لصيام اليوم المقبل ولا بعد الفجر لصيام اليوم الحاضر، لقوله صلى الله عليه وسلم
“لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل” فلا بدا من إيقاعها من غروب
الشمس إلى طلوع الفجر الصادق أو مع طلوعه.
وإذا كان الصيام واجب التتابع كرمضان يكفي إيقاعها مرة واحدة في أوله مع نية
التتابع لأنه عبادة واحدة فتكفي فيه نية واحدة على ألا تنقطع هده العبادة بموجب
كالحيض والسفر والمرض إذ حينها يجب تجديد النية لما يستقبل من هذه العبادة بعد
زوال الموجب.
2- الكف عن الجماع
وعن إخراج المني أو المذي من طلوع الفجر إلى الغروب
فأما الجماع فهو تغيب البالغ حشفته في فرج من يطيق الوطء وأما المني أو الوذي
سواء بمقدمات الجماع أو بسبب النظر أو التفكر، أما إذا خرج أحدهما بنفسه أو بلدة
غير معتادة فلا يبطل الصوم، وكذلك لو حصلت لذة معتادة عن غير خروج شيء ولا يفسد
الصيام بخروج المني في الاحتلام.
3- الكف عن لأكل والشرب
قال تعالى: (كلوا واشربوا حتى يتبن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر
ثم أتموا الصيام إلى الليل) وقال صلى الله عليه وسلم “كل عمل بن آدم له إلا
الصيام فإنه لي وأنا أجزي به يدع طعامه وشرابه من أجلي” متفق علينه. فمن أكل
أو شرب عمدا أو نسيانا أو خطأ أو تحت الإكراه فسد صومه لانعدام ركن من أركانه
4- الكف عن إخراج القيء
من كان صائما وجب عليه الكف عن إخراج القيء وإلا فسد صومه ووجب عليه القضاء
لانعدام ركن من أركانه. والدليل قوله صلى الله عليه وسلم “من استقاء عامدا
فليقضي”
أما من غلبه القيء شرط ألا يرجع منه شيء إلى الحلق فلا شيء عليه، لقوله صلى الله
عليه وسلم “من درعه القيء فليس عليه قضاء”.
5- عدم وصول شيء إلى المعدة
كل ما يصل إلى المعدة عن طريق الفم أو الأذن أو العين أو الأنف أو غير ذلك
يفسد الصوم، فإن كان من الأسفل يفسده إن كان مما يتحلل فإن كان لا يتحلل لا يفسده
مندوبات الصيام التي حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
كثيرة منها
1- تعجيل الفطور
عن سهل “رضي الله عنه” قال: “لا يزال الناس … ما عجلوا
الفطر” متفق عليه.
وعنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تزال أمتي على سنتي ما
لم تنتظر بفطرها النجوم” رواه ابن خبان. وفيه إحياء لسنة رسول الله صلى الله
عليه وسلم ومخالفة اليهود والنصارى.
ويسن للصائم الإفطار قبل أن يصلي لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك كما رواه
أبو داود عن أنس بسند حسن. —- الفطر من أخلاق الأنبياء
2- السحور:
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تسحرو فإن السحور
بركة” متفق عليه. فيندب للصائم السحور ولو بجرعة ماء” قال صلى الله عليه
وسلم “تسحروا ولو بجرعة ماء” رواه أحمد
ويستحب تأخيره، عن زيد بن ثابت قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
“تم قمنا إلى الصلاة، قلت كم بينهما؟ قال: قدر قراءة خمس آية” متفق
عليه. وقال صلى الله عليه وسلم “تسحروا من أخر الليل فإنه الغذاء
المبارك” الطبراني.
3- الجود والكرم
عن زيد بن خالد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من فطر صائما كان
له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا” — الترمذي.
وفي الصحيحين عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير،
وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل
ليلة في رمضان حتى —-، لعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه
جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة.
4- الإكثار من الذكر وتلاوة القرآن
قال سبحانه وتعالى: ﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من
الهدى والفرقان، فمن شهد منك الشهر فليصمه﴾وهذه الآية تفيد بطريق الإيمان إلى
العلة، أن سبب اختيار رمضان ليكون شهر الصوم هو إنزال القرآن فيه
5- الاعتكاف
مندب للصائم في رمضان الاعتكاف فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف في
رمضان وغيره، فعن أبي هريرة “رضي الله عنه” “كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف
عشرين يوما” البخاري
مكروهــــات الصيــــام
يكره للصائم أمــور منها
1- مقدمات الجماع
وهي الفكر والنظر والقبلة والمباشرة وذلك إن علمت السلامة، لأنه قد يقع في
المحظور فإن علم أو ظن أو شك في عدم السلامة حرم عليه الفعل، لما رواه أبو هريرة
“ض” أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم “عن المباشرة للصائم
فرخص له، وأتاه آخر فسأله فنهاه، فإذا الذي رخص له شيخ والذي نهاه شاب”. رواه
أبو داود
2- ذوق الطعام
كالملح والعسل وغيرهما مخافة أن يسبق لحلقه شيء منه، فإن وصل شيء منه إلى حلقه
غلبه وجب عليه القضاء، وأن تعمد قضى وكفر
3- فضول الكلام والأفعال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس
لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” رواه البخاري
على الصائم أن يجتنب كثرة الكلام وإن كان مباحا حتى لا يقع في محذور وأن يجتنب
كثرة النوم والأعمال التي لا طائل من ورائها، فالمقام مقام عبادة والعبد الفطن
يحرص على أن يشغل نفسه بما ينفعه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ناهيك عن الوقوع في
المحرمات كالكذب والغيبة والنميمة وقول الزور وغيرها وقال صلى الله عليه وسلم أيضا
“رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه إلا
السهر”. رواه أحمد
4- التطيـب نـهــارا
ووجه الكراهة أنه من جملة شهوة الأنف الذي يقوم مقام الفم، وهو محرك لشهوة
الفرج.
5- وصل ستة من شوال برمضان
خشية أن يظن وجوبها
6- المبالغة في المضمضة والاستنشاق نهارا
لقوله صلى الله عليه وسلم أشبع الوضوء، وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا
أن تكون صائما”. رواه أبو دا ود
رخصة الإفطار في رمضان
من قواعد التدين العظيمة أن المشقة تجلب التيسير قال تعالى: (يريد الله بكم
اليسر ولا يريد بكم العسر)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يحب أن
“تؤتى رخصه كما يجب أن تؤتى عزائمه” رواه أحمد
لذالك يباح الفطر لكل من: المريض والمسافر لقوله تعالى: (فمن كان منكم مريضا
أو على سفر فعدة من أيام أخر)
فأما المريض فيباح له الفطر في حالات
– إذا خاف على نفسه هلاكا أو شديد أذى: لقوله تعالى: ﴿ولا تلقوا بأيديكم إلى
التهلكة﴾ وفي هذه الحالة يحرم عليه الصوم
– إذا خاف على نفسه زيادة المرض أو تأخر شفائه والفطر جائز في هذه الحالة
– إذا لحقه تعب شديد جراء صومه والفطر جائز في هذه الحالة
والصوم أفضل لمن قوي عليه وإلا فالفطر أفضل
وأما المسافر فلا بد أن يكون مسافرا بشروط
أ- أن يكون السفر مما تقصر معه الصلاة، 84 كيل مترا تقريبا
ب- أن يشرع في سفره قبل الفجر ويجاوز البيوت المسكونة قبل طلوع
والصوم أفضل لمن قدر عليه ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم صام هو وأصحابه في سفرهم
لمكة، ولم يفطر إلا حين اقربوا من عدوهم، وعن أنس “رضي الله عنه” قال
“سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فلم يعب الصائم على المفطر
ولا المفطر على الصائم”البخاري
وتجدر الإشارة هنا أنه قد يظن بعض الناس أن الفطر في السفر الهنئ عيب أو أنه غير
جائز لسهولة المواصلات ويسرها فلهؤلاء قال تعالى: ﴿وما كان ربي نسيا﴾ مريم وقال
سبحانه: ﴿والله لعلم وأنتم لا تعلمون﴾ البقرة
الشيخ الكبير والمرأة العجوز: يباح الفطر للشيخ الكبير والمرأة العجوز في رمضان
أخرج الدارقطني وصححه من طريق منصور عن مجاهد عن ابن عباس “رضي الله
عنه” قرأ “وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين” يقول: هو الشيخ
الكبير الذي لا يستطيع الصيام فيفطر ويطعم عن كل يوم مسكينا نصف صاع من حنطة
الحامل والمرضع: المرأة الحامل والمرأة المرضع إذا خافتا على أنفسهما أو على
أولادهما فإن لهما الإفطار وعليهما الفدية ولا قضاء عليهما. قال ابن عباس
“إذا خافت الحامل على نفسها، والمرضع على ولدها في رمضان قال: يفطران
ويطعمان مكان كل يوم مسكينا ولا يقضيان صوما”. أخرجه الطبري
ما يباح للصائم فعله
أباح الشارع الحكيم للصائم أمورا، ورفع عنه الحرج إذا فعلها وهي
1- خروج القيء: إذا خرج القيء من فم الصائم اضطرارا فلا شيء عليه، إذا لم
يبتلع منه شيئا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من درعه القيء وهو صائم فليس عليه
قضاء”.
وفيه قال ابن عاشر: غالب قيء
2- دخول الذباب: إذا حدت وأن دخل ذباب في فم الصائم إلى حلقه فلا قضاء عليه المشقة
في الاحتراز منه. * قال ابن عاشر: غالب
قيء وذباب مغتفر
3- غبار الصانع: قد يحدث تسرب لغبار الصنعة لحلق الصانع الصائم للمشقة في الاحتراز
منه، حينها لا يكون عليه شيء. * قال ابن
عاشر: غبار صانع
4- السواك: قال صلى الله عليه وسلم لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل
صلاة، وهذا الأمر يشمل المفطر والصائم دون استثناء ولقول عامر بن أبي ربيعة
“رضي الله عنه” قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستاك وهو صائم ما
لا أعد ولا أحصي” رواه أبو داود
5- الصائم يصبح جنبا: إذا أصبح الصائم جنبا ولم يغتسل إلا بعد طلوع الفجر فصيامه
صحيح ولا شيء عليه
فعن عائشة “رضي الله عنها” وأم سلمة “رضي الله عنها” أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم. متفق عليه. * قال ابن عاشر: واصباح جنابة كذلك
6- تحليل الدم وضرب الإبر التي لا يقصد بها التغذية فإنه ليس من المفطرات إلا إذا
وصل شيء منها إلى المعدة.
7- الحجامة: وهي إخراج الدم الفاسد من البدن، كانت من جملة المفطرات ثم نسخت، حيث
تبث عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها وهو صائم كما ورد عن ابن عباس “رضي
الله عنه” أن النبي صلى الله عليه وسلم “احتجم وهو صائم” أخرجه
البخاري.
8- صب الماء البارد على الرأس والاغتسال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصب الماء
على رأسه وهو صائم من العطش أو من
الحر كما أخرجه أبو داود وأحمد
القضـاء والكفــارة في رمضـــــان
من أفطر في رمضان فإنه يجب عليه القضاء سواء أكان فطره نسيا أم غلطا، أو كان
الفطر عمدا، والقضاء هو صيام ما أفطر الصائم من رمضان بعد خروجه ويجب القضاء في
الحالات التالية:
1- وصول ماء إلى الجوف سواء كان من الأعلى: (الأذن – الفم، أم الأسفل القبل –
الدبر)
2- ما وصل إلى الجوف بالمبالغة في المضمضة والاستنشاق
3- خروج المني، سواء نزل بإطالة النظر أو الفكر أو عن طريق المباشرة
4- الاستقاء العمد
5- الأكل والشرب والجماع
6- وصل أي سيء إلى الجوف بواسطة الفم روى أن بن عباس قال: “الصوم لما دخل
وليس لما خرج” ذكره البخاري تعليقا
وأما الكفارة فتجب في حالتين
1- الجماع العمد من غير إكراه فلا خلاف للحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن أبي
هريرة “رضي الله عنه” قال: بينما نحن جلوس عندا النبي صلى الله عليه
وسلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلكت، قال: مالك؟ قال: وقعت على امرأتي وأنا
صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تجد رقبة تعتقها؟ قال: لا. قال: فهل
تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا
فقال فهل تجد إطعام ستين مسكينا؟ قال: لا. قال: فمكث النبي صلى الله عليه وسلم، فبينا
نحن على ذلك أتي النبي صلى الله عليه وسلم، بعرق فيها تمر، والعرق المكتل، قال:
أين السائل؟ فقال: أنا. قال: خذها فتصدق به، فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول
الله، فوالله ما بين لابتيها، يريد الحرتين، أهل بيت أفقر من أهل بيتي فضحك النبي
صلى الله عليه وسلم حتى برق أنيابه تم قال: أطعمه أهلك”.
2- الأكل أو الشرب بلا عذر مسرح: عن أبي هريرة “رضي الله عنه” قال
“جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أفطرت يوما في رمضان متعمدا
فقال صلى الله عليه وسلم أعتق رقبة أو صم شهرين متتابعين، أو أطعم ستين
مسكنا” رواه البخاري