من النفائس السكيرجية التجانية

0
938

تبدأ بملء القلب بذكر الله تعالى فيصير بذلك مطمئنا، و من الطمأنينة ينتقل إلى المراقبة و هي حالة عزيزة ما نالها إلا الأفراد يعني أفراد السالكين فإنها إن دامت للعبد و تمكن أمرها من القلب خرجت به إلى الذهول عن الأكوان ثم إلى السكر عنها و هو أعلى من الذهول ثم إلى الفناء عن الأكوان مع شعوره بفنائه ثم إلى الفناء عن الفناء، فلم يبق إلا الحق بالحق عن الحق و هو باب المدخل إلى محبة الذات و هي غاية الغايات. فأولياء الجن دورانهم حول الفعل و سر الفعل و نور الفعل، و الروحانيون دورانهم حول الاسم و سر الاسم و نور الاسم، و الملائكة دورانهم حول الصفات و سر الصفات، أما أولياء الآدميين فدورانهم حول الذات و سر الذات و نور الذات قد علم كل أناس مشربهم، و أول مرتبة للآدمي يطلع عليها في الكشف هي مرتبة الجن ثم يترقى إلى الرابعة.