للصوم ثلاث مراتب

0
949

بسم الله الرحمن الرحيم

للصوم ثلاث مراتب

قال الإمام الشيخ ابن قدامة المقدسي ـ رحمه الله ـ في ‘‘ مختصر منهاج القاصدين ’’ ( ص 45 – 46 ) :

(( وللصوم ثلاث مراتب : صوم العموم ، وصوم الخصوص ، وصوم خصوص الخصوص .

فأما صوم العموم : فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة .

وأما صوم الخصوص : فهو كف النظر ، واللسان ، والرجل ، والسمع ، والبصر ، وسائر الجوارح عن الآثام .

وأما صوم خصوص الخصوص : فهو صوم القلب عن الهمم الدنية ، والأفكار المبعدة عن الله ـ سبحانه وتعالى ـ ، وكفه عما سوى الله ـ سبحانه وتعالى ـ بالكلية …

فمن آداب صوم الخصوص : غض البصر ، وحفظ اللسان عما يؤذي من كلام محرم أو مكروه ، أو مما لا يفيد ، وحراسة باقي الجوارح . وفي الحديث من رواية البخاري ؛ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ” من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ” )) اهـ.

وقال الشيخ العلامة محمد الخضر حسين ـ رحمه الله ـ :

(( وللصوم عند من تنبهوا لأسرار العبادات ثلاث دراجات :

صوم العامة ؛ وهو كف البطن والفرج عن شهوتيهما .

وصوم الخاصة ؛ وهو ما تقدم مع قصر الجوارح عن أفعال المخالفات .

وصوم خاصة الخاصة ؛ وهو صوم القلب وترفعه عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية التي لا تراد للدين ، وإلا فهي من زاد الآخرة ومطاياه ، وهذه هي الدرجة الكاملة التي جمعت بين عمل الظاهر والباطن .

وينبئك على حطة الدرجة الأولى وقصور صاحبها عن الانخراط في زمرة الصائمين حقيقة ، قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ” من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ” )) اهـ.

نقلا عن ‘‘ مقالات لكبار كتاب العربية في العصر الحديث ’’ ( 2 / 225 ) .