بسم الله الرحمن الرحيم
للصوم ثلاث مراتب
قال الإمام الشيخ ابن قدامة المقدسي ـ رحمه الله ـ في ‘‘ مختصر منهاج القاصدين ’’ ( ص 45 – 46 ) :
(( وللصوم ثلاث مراتب : صوم العموم ، وصوم الخصوص ، وصوم خصوص الخصوص .
فأما صوم العموم : فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة .
وأما صوم الخصوص : فهو كف النظر ، واللسان ، والرجل ، والسمع ، والبصر ، وسائر الجوارح عن الآثام .
وأما صوم خصوص الخصوص : فهو صوم القلب عن الهمم الدنية ، والأفكار المبعدة عن الله ـ سبحانه وتعالى ـ ، وكفه عما سوى الله ـ سبحانه وتعالى ـ بالكلية …
فمن آداب صوم الخصوص : غض البصر ، وحفظ اللسان عما يؤذي من كلام محرم أو مكروه ، أو مما لا يفيد ، وحراسة باقي الجوارح . وفي الحديث من رواية البخاري ؛ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ” من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ” )) اهـ.
وقال الشيخ العلامة محمد الخضر حسين ـ رحمه الله ـ :
(( وللصوم عند من تنبهوا لأسرار العبادات ثلاث دراجات :
صوم العامة ؛ وهو كف البطن والفرج عن شهوتيهما .
وصوم الخاصة ؛ وهو ما تقدم مع قصر الجوارح عن أفعال المخالفات .
وصوم خاصة الخاصة ؛ وهو صوم القلب وترفعه عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية التي لا تراد للدين ، وإلا فهي من زاد الآخرة ومطاياه ، وهذه هي الدرجة الكاملة التي جمعت بين عمل الظاهر والباطن .
وينبئك على حطة الدرجة الأولى وقصور صاحبها عن الانخراط في زمرة الصائمين حقيقة ، قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ” من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ” )) اهـ.
نقلا عن ‘‘ مقالات لكبار كتاب العربية في العصر الحديث ’’ ( 2 / 225 ) .