يا سيد السادات

0
974

يا سيد السادات جئتك قاصدا 
أرجو رضاك و أحتمي بحماك 
والله يا خير الخلائق إن لي 
قلبا مشوقا لا يروم سواك 
و بحق جاهك إنني بك مغرم 
و الله يعلم أنني أهواك 
أنت الذي لولاك ما خلق امرؤ 
كلا و لا خلق الورى لولاك 
أنت الذي من نور البدر اكتسى 
و الشمس مشرقة بنور بهاك 
أنت الذي لما رفعت إلى السما 
بك قد سمت و تزينت لسراك 
أنت الذي نادك ربك مرحبا 
و لقد دعاك لقربه و حباك 
أنت الذي فبنا سألت شفاعة 
ناداك ربك لم تكن لسواك 
أنت الذي لما توسل آدم 
من زلة بك فاز و هو أباك 
و بك الخليل دعا فعادت ناره 
بردا و قد خمدت بنور سناك 
وبك المسيح أتى بشيرا مخبرا 
بصفات حسنك مادحا لعلاك 
و كذاك موسى لم يزل متوسلا 
بك في القيامة محتم بحماك 
والأنبياء و كل خلق في الورى
و الرسل والأملاك تحت لواك 
لك معجزات أعجزت الورى 
و فضائل جلت فليس تحاك 
نطق الذراع بسمه لك معلنا 
و الضب قد لباك حين أتاك 
والذئب جاءك و الغزالة قد أتت 
بك تستجير و تحتمي بحماك 
وكذا الوحوش أتت إليك و سلمت 
وشكا البعير إليك حين رآك 
و دعوت أشجار أتتك مطيعة 
و سعت إليك مجيبة لنداك 
و الماء فاض براحتيك و سبحت 
صم الحصى بالفضل في يمناك 
و عليك ظللت الغمامة في الورى 
و الجذع حن إلى كريم لقاك 
و كذاك لا أثر لمشيك في الثرى 
و الصخر قد غاصت به قدماك 
و شفيت ذا العاهات من أمراضه 
وملأت كل الأرض من جدواك 
ورددت عين قتادة بعد العمى 
وأبن الحصين شفيته بشفاك 
و على من رمد به داويته 
في خيبر فشفى بطيب لماك 
و مسست شاة لأم معبد بعدما 
نشفت فدرت من شفا رقياك 
في يوم بدر قد أتتك ملائك 
من عند ربك قاتلت أعداك 
و الفتح جاءك بعد فتحك مكة 
و النصر في الأحزاب قد وافاك 
هود و يونس من بهاك تجملا 
و جمال يوسف من ضياء سناك 
قد فقت يا طه جميع الأنبياء 
طرا فسبحان الذي أسراك 
و الله يا ياسين مثلك لم يكن 
في العالمين وحق نباك 
عن وصفك الشعراء عجزوا 
و كلوا عن صفات علاك 
بك لي فؤاد مغرم يا سيدي 
و حشاشة محشوة بهواك 
فإذا سكت ففيك صمتي كله 
و إذا نطقت فمادحا علياك 
و إذا سمعت فعنك قولا طيبا 
و إذا نظرت فما أرى إلاك 
أنا طامع بالجود منك و لم يكن 
لمثلي في الأنام سواك 
فلأنت أكرم شافع و مشفع 
ومن التجى بحماك نال رضاك 
فاجعل قراى شفاعة لي في غد 
فعسى أرى في الحشر تحت لواك 
صلى عليك الله يا علم الهدى 
ما حن مشتاق إلى لقياك 
وعلى صحابتك الكرام جميعهم 
والتابعين وكل من والاك

للإمام ابي حنيفة النعمان رحمه الله

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين