ورد في الكشف والبيان للثعلبي ما نصه
قال تعالى
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ * وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَآ إِلَى إِبْرَاهِمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِىَ لِلطَّآئِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَدًا ءَامِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ ءَامَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ ءَايَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
….
قرأ أبو الشعثا جابر بن زيد : {إِبْرَاهِمَ} ربه إبراهيم رفعاً وربه نصباً على معنى سأل ودعا فقيل له ومن اين لك هذا؟
فقال : اقرأنيه ابن عباس. وهذا غير قوي لأجل الباء في قوله {بِكَلِمَاتٍ} وقرأ الباقون بالنصّب،
وجعلوا معنى الأبتلاء الأختيار والامتحان في الأمر،
وهو الصحيح،
وفي {إِبْرَاهِمَ} أربع لغات : قرأ ابن الزبّير : ابرهام بألف واحد بين الهاء والميم،
وقرأ أبو بكر إبراهم وكان زيد بن عمر يقول في صلاته : إني عذت بما عاذ به إبراهيم،
إذ قال :
إني لك اللهم عان راغم
وقرأ عبد الله بن عامر اليحصبي : ابراهام بألفين،
وقرأ الباقون : إبراهيم (… قال يحيى بن سعيد) الأنصاري : أقرأ ابراهام أو ابراهيم. فأن الله عزّ وجلّ أنزلهما كما أنزل يعقوب واسرائيل،
وعيسى والمسيح ومحمّداً وأحمد.
الربيع ابن عامر : مصحفة مكتوب في مصاحف أهل الشام إبراهام بالألف وفي غيرها بالياء.
وإبراهيم إسم أعجمي ولذلك لا يجري وهو إبراهيم بن نازح بن ناحور بن ساروخ بن ارخوا بن فالغ بن منابر بن الشالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح. فاختلفوا في مسكنه،
فقال بعضهم : كان (بكشكر،
) وقال قوم : حرّان؛ ولكن أباه نقله إلى بابل أرض نمرود بن كنعان واختلفوا في الكلمات التي ابتلى بها إبراهيم :
عن ابن عبّاس : هي ثلاثون سهماً،
وهي شرائع الأسلام،
ولم يبتل أحد بهذا الدّين كلّه فأقامه كلّه إلاّ إبراهيم (عليه الصلاة والسلام).
{فَأَتَمَّهُنَّ} فكتب له البراءة. فقال : {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِى وَفَّى} وهي عشرة في براءة {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ} الآية وعشرة في الأحزاب {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} الآية،
وعشرة في المؤمنين و{سَأَلَ سَآلُ} {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} ،
وقوله {إِلا الْمُصَلِّينَ} .
أبا العباس المشري