كلمة الفقير بمناسبة حلول العام الجديد 1435

0
931

كلمة الفقير بمناسبة حلول العام الجديد١٤٣٥
EID MUBARAKimage

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على إحسانه ونشكره على جوده وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشأنه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك وعلى ءاله حق قدره ومقداره العظيم
ورضي الله تبارك وتعالى عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

عباد الله فإني أوصيكم وأوصي نفسي بما وصّى الله تبارك وتعالى في كتابه، قال تعالى: ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله (النساء)

ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما (الأحزاب)
ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون (آل عمران)

وتزودوا فإن خير الزاد التقوى (البقرة)

تزود من التقوى فإنك لا تدري
إذا جن ليلا هل تعيش إلى الفجر

فكم من صحيح مات من دون علة
وكم من سقيم عاش حينا من الدهر

فكم من فتى يمسي ويصبح لاهياً وقد نسجت أكفانه وهو لا يــدري

وكم ساكن عند الصبـاح بقصره وعند المساء قد كان من ساكني القبر (الشافعي)

إخوتي في الله نحن في شهر الله المحرم (١٤٣٥) أحد الأشهر الأربعة الحرُم وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، وهذا الشهر فيه فضائل كثيرة وخصائص غزيرة منها:

فضل الصيام فيه

فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل))

-ومنها أن فيه فضيلة صيام عاشوراء

ففي الصحيحين عن ابن عباس قال: لما قدم رسول الله المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله: ((ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا:هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكراً فنحن نصومه، فقال رسول الله : فنحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه رسول الله وأمر بصيامه))

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية وكان النبي يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما نزلت فريضة شهر رمضان كان رمضان هو الذي يصومه فترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء أفطره) متفق عليه

وعن جابر بن سمرة – رضي الله عنه – قال: ” كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر بصيام يوم عاشوراء، ويحثنا عليه، ويتعاهدنا عليه… الحديث” أخرجه مسلم.

وعن سلمة بن الأكوع أن النبي : ((أمر رجلاً من أسلم أن أذن في الناس من أكل فليصم بقية يومه ومن لم يكن أكل فليصم فإن اليوم يوم عاشوراء)) متفق عليه

وعن أبي قتادة أن رجلاً سأل النبي عن صيام عاشوراء فقال: ((احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)) [مسلم].

– ومنها فضل صوم تاسوعاء مع عاشوراء مخالفة لليهود واقتداء بالحبيب صلى الله عليه وسلم
عن ابن عباس – رضي الله عنهما -: ” أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (( فإذا كان العام المقبل – إن شاء الله – صمنا اليوم التاسع)) قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه مسلم، وفي رواية له: ((لئن بقيتُ إلى قابل لأصومن التاسع))، وقد صح عن ابن عباس – رضي الله عنهما – موقوفاً عليه: ((صوموا التاسع والعاشر خالفوا اليهود)

-ومنها أنه الشهر الذي فيه نصر الله نبيه موسى وقومه على فرعون الطاغية المتجبر وجنوده، قال تعالى: إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد
-ومنها انه الشهر الذي اختير لأهل الإسلام ان يبدأوا به السنة، ولقد كان ابتداء التاريخ الإسلامي منذ عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حيث جمع الناس سنة ست عشرة أو سبع عشرة من الهجرة فاستشارهم من أين يبدأ التاريخ فقال بعضهم: يبدأ من مولد النبي وقال بعضهم: يبدأ من بعثته وقيل: يبدأ من هجرته وقيل: من وفاته، ولكنه رجح أن يبدأ من الهجرة لأن الله فرق بها بين الحق والباطل فجعلوا مبتدأ تاريخ السنين في الإسلام سنة الهجرة لأنها هي التي كان فيها قيام كيان مستقل للمسلمين وفيها تكوين أول بلد إسلامي يحكمه المسلمون،
ثم شاور عمر الصحابة من أي شهر يبدأون السنة فقال بعضهم: من ربيع الأول لأنه الشهر الذي قدم فيه النبي مهاجراً إلى المدينة وقال بعضهم: من رمضان، واتفق رأي عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم على ترجيح البداءة بشهر الله المحرم فجزاهم الله عنا خيرا.

فاجتهدوا في هذا الشهر المعظم أيها المسلمون بانواع العبادة ما استطعتم من صيام عاشوراء وتاسوعاء وغيرهما كالإثنين والخميس وأيام البيض واجتهدوا فيه بالتخلي من جميع الرذائل والتحلي بجميع مقامات الإسلام والإيمان والإحسان قدر الاستطاع

جيم المقامات هداك الله
للدين لاإله إلا الله
السلم والإيمان والإحسان
القول ثم العلم والجريان
قل توبة مع استقامة تقى
منازل الاسلام نلت المنتقى
فالصدق والإخلاص يا إخوان
كذا الطمأنينة للإيمان
راقب وشاهد فانيا ولتعرف
منازل الإحسان للمعرّف

وأسأل الله تعالى ان يوفقني وإياكم لما فيه رضاه وأن يتقبل منا ومنكم وان يفتح علينا فتوحات العارفين به وان ينصر الامة نصرا عزيزا بحرمة هذا الشهر المحرم وحرمة رسوله صلى الله عليه وسلم

بذاتك بالأوصاف رب البرية
بأسمائك الحسنى العظام العلية

الهيَ بالمختار خير الخليقة
حبيبك ملجانا وسر الوسيلة

بنوح بإبراهيم موسى بكلمة
الهِي برسل الله اهل النبوة

بأصحابهم حازوا أعالي رتبة
الهي بأهل الله أهل الحقيقة

بجبريل اسرافيل اهل الحظيرة
بميكال عزرائيل يا ذا الفضيلة

فبالطور بالبيت العتيق بمكة
وبالقدس بالروض الشريف بطيبة

الهي فآمنن يا الهي بنفحة
من الحضرة العلياء حضرة رأفة

الهي الهي يا الهيَ رغبتي
سلام يعم الكل في كل طرفة

إلى كل شيطان من انس وجنة
إلهيٓ ردّ الكيد سُقهم لهلكة

لطيف بهذا الشهر شهر محرم
بهجرة عبد الله مولى الخوارق

فيسر لنا التقوى وعفوك والغنى
بفضلك والفردوس أعلى الحدائق

عليه صلاة الله ثم سلامه
مع الآل والأصحاب مردي العوائق

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كل عام وأنتم الى أقرب وبه تعالى أعرف

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفقير محمد المنتقى ساخو التجاني عفا الله عنه